ذَهَبَ الْجُمْهُورُ إلَى جَوَازِ الرَّقْيِة مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُصِيبُ الْإِنْسَانَ بِشُرُوطٍ ثَلَاثَةٍ
1) أن لا يكون فيها شرك ولا معصية .
2) أن تكون بلغة يفقه معناها .
3) أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها بل بإذن الله تعالى .
نأتي الآن الى التفصيل :
معنى ان لا يكون فيها شرك ولا معصية.
1 ـ ألا تكون رقية شركية :
حيث قال صلى الله عليه وسلم:
((اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقي ما لم يكن فيه شرك))
2 ألا تكون رقية سحرية :
حيث بين جل علاه أن الساحر لا يفلح أبدا . حيث قال :
( ولا يفلح الساحر حيث اتى)
3 ألا تكون الرقية من عراف أو كاهن ولو لم تكن سحرية :
يعني حتى ولو كانت رقية صحيحة لكن من شخص ساحر أو عراف فهي لا تصح
بل يجب أن تكون من ذوي العلم وأهل التقوى والصلاح، ولو كانوا من غير أهل العلم، حيث قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ ﴾
حيث أن في إتيان الكهنة والعرافين تعارض مع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم:
((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ))
4 كما يجب ان لا تكون الرقية بهيئة محرمة :
كأن يتعمد الراقي-حال الرقية- أن يكون جنباً، أو في مقبرة، أو في حمام، أو حال كتابته للطلاسم، أو حال نظره في النجوم، أو يتلطخ بالدماء، أو النجاسات وغيرها من الأحوال السيئة.
والمقصود من الرقية الشركية والمحرمة هي كل ماكان فيه دعاء لغير الله أو نذر أوتقرب لغيره أو كان بكل ماجاءت به الشريعة بتحريمه من سحر وكهانة وعرافة وتنجيم واتصال بالشياطين ونحو ذلك
أما كونها تكون بلغة يفقه معناها :
فلابد من أن تكون الرقية بعبارات ومعان مفهومة، فإن لم يعقل معناها ولم يفهم محتواها لم يؤمن خلوها من الشرك والكفر المبطن، وقال ابن حجر رحمه الله: "أجمع العلماء على جواز الرقية عند اجتماع ثلاثة شروط:
- أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
- وباللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره.
- ويعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، بل بأمر الله عز وجل".
ويجب ان لا تكون الرقية بعبارات محرمة كالسب أو اللعن، لأن الله لم يجعل الدواء والشفاء في المحرم.
أما عن الشرط الثالث وهو أن لا يعتقد كونها مؤثرة بذاتها بل بإذن الله تعالى :
معناه ألا يعتقد الراقي والمرقي بأن الرقية وحدها تستقل بالشفاء، أو دفع المكروه، بل برحمة الله وتوفيقه، وإخلاص العبد، وصدق التعامل مع الكتاب والسنة.