الإعتقاد في الأمراض الروحية بين الإفراط و التفريط :
لا شك أن الامراض الروحية ثابتة بالكتاب و السنة و لا ينكرها إلا جاهل او ملحد لكن نرى أن هناك قسمين من الناس ممن يغلو في الاعتقاد بها و القسم الآخر ينكرها أو لا يعطيها حقها ...
التفريط :
و يأتي هنا بالدرجة الأولى الأطباء النفسيين و الملحدين و كل من ينكر وجود المس و العين و الحسد و السحر , و هؤلاء يخشى عليهم الكفر لأنه من ينكر ما جاء في كتاب الله و سنة نبيه فحكم الشرع فيه واضح , لقوله تعالى :
{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)} (البقرة:85).
وكم من طبيب كان ينكر هذه الامور حتى ابتلاه الله بإصابة روحية جعلته يرجع عما كان يفتري و يتوب الى الله , و لا يخفى علينا قصة الطبيب النفسي الخليجي الذي كان يحارب الرقاة و ينكر وجود الامراض الروحية حتى ابتلاه الله بمس و لم يجد العلاج إلا على يد الرقاة باذن الله ...
و يأتي بالدرجة الثانية , الناس اللذين يؤمنون بوجود الامراض الروحية لكن لا يعطونها حقها . فتجده كلما شكى من أمر يذهب للأطباء و ينفق الأموال الطائلة و ربما لو ذهب أولا يكشف على نفسه بالرقية أو يرقي نفسه قد يجد نفسه مصابا بعين أو غيرها ...
الإفراط :
وهذا أصبح امرا خطيرا عند بعض الناس اللذين ابتلاهم الله بإصابة روحية خفيفة كانت أو قوية , فتجده بعد ان يعالج نفسه يصبح لديه وساوس وتخييلات فكلما حدث له فشل أو لم يفلح في أمر ما أو أحس بتعب ينسبها الى العين أو السحر , بل منهم من صار لا يختلط بالناس خوفا على نفسه من ان يصاب بالعين و هذا ليس حلا . وهناك من يشك في جيرانه كلما وجد ماء مرشوشا بجانب بيته أو ربما ورقة قذف بها الريح لباب بيته يقول هذا سحر ويتهم فلان ... وهذا أمر خطير يفتح بابا للشيطان كي يزرع الشك والشحناء بين الشخص و بين من يحيط به ...
الصواب :
و الصواب هو ان يكون لنا وسطية في الاعتقاد بهذه الامراض, لا إفراط ولا تفريط, وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد بالأمراض الروحية.
نتوكل على الله و نحصن أنفسنا ونحافظ على أوامر الله ونجتنب نواهيه ونتبع سنة المصطفى الحبيب قولا وعملا, ونحسن الظن بالناس ونرقي انفسنا بين الحين والآخر ونمضي قدما في نفع الناس و في حياتنا الطبيعية ولله الأمر من قبل و من بعد ...
و الله اعلم
خليفة الراقي
1 commentaires:
commentaires